بطل الشطرنج النيجيري ومؤسس مبادرة "الشطرنج في الأحياء الفقيرة في أفريقيا"، توندي أوناكويا، أطلق تحديًا جديدًا لتحطيم الرقم القياسي العالمي لموسوعة غينيس لأطول جلسة لعب شطرنج في التاريخ. هدفه لا يقتصر على نقش اسمه في سجلات التاريخ، بل يتعداه لتسليط الضوء على قضية إنسانية عزيزة على قلبه.
وقد أعلنت منظمة "Gift of Chess"، وهي مؤسسة خيرية مقرها نيويورك تعمل على نشر لعبة الشطرنج عالميًا من خلال توزيع أطقم الشطرنج، عن انطلاق هذا التحدي عبر صور ومقاطع فيديو نُشرت على منصة X.com (تويتر سابقًا) يوم الخميس، مما أثار تفاعلًا ودعمًا واسعًا.
ليست هذه المرة الأولى التي يخوض فيها أوناكويا غمار تحطيم الأرقام القياسية. ففي أبريل 2024، تعاون مع خبير الشطرنج الأمريكي شون مارتينيز في جلسة استمرت 60 ساعة، متجاوزين الرقم السابق البالغ 56 ساعة والمسجل عام 2018 باسم النرويجيين هالفارد هاوغ فلاتبو وسجور فيركينغستاد. لكن إنجازهما لم يدم طويلًا، إذ عاد ثنائي نرويجي آخر لتحطيم الرقم في يونيو 2024، بعدما لعبا لأكثر من 61 ساعة.
وبعزيمة لا تلين، عاد أوناكويا ومارتينيز بعد عام لخوض محاولة جديدة عبر ماراثون شطرنج مرهق مدته 70 ساعة. هذا المسعى الطموح يهدف إلى استعادة اللقب وتوسيع حدود القدرة البشرية في هذه الرياضة الذهنية.
انطلقت هذه المنافسة في السابع عشر من أبريل في ساحة "تايمز سكوير" الشهيرة بمدينة نيويورك، ومن المقرر أن تستمر حتى العشرين من أبريل 2025، وسط اهتمام عالمي من عشاق الشطرنج والداعمين لمبادرات التغيير.
لكن سعي أوناكويا لا يتوقف عند تحطيم الأرقام؛ إذ أعلن أن هذا التحدي يمثل أيضًا حملة لجمع التبرعات من أجل بناء أكبر مدرسة مجانية للأطفال المشردين في نيجيريا. وقال: "حلمي هو إلهام العالم وجمع الدعم لبناء أكبر مدرسة مجانية للأطفال المشردين في نيجيريا."
ورغم أنه يمثل الشخصية المحورية في هذا الحدث، إلا أن أوناكويا لن يخوضه وحيدًا، إذ يعتزم إشراك مجموعة من الأطفال المتأثرين بمبادرته "الشطرنج في الأحياء الفقيرة" لبضع ساعات، تأكيدًا على أن العظمة يمكن أن تولد من أماكن متواضعة وغير متوقعة.
ADD A COMMENT :