تعد الألعاب الأولمبية التي تنطلق اليوم في باريس ليست فقط أكبر حدث رياضي في العالم، بل هي أيضًا مشروع اقتصادي كبير يدر مليارات اليوروهات. تقدر الميزانية الإجمالية للحدث بحوالي 8.2 مليار دولار، يتم تقاسمها بين اللجنة المنظمة والحكومة الفرنسية. وقد وضعت اللجنة المنظمة لألعاب باريس ميزانية قدرها 4.4 مليار يورو، حيث تكون المصادر الرئيسية للإيرادات هي حقوق البث والرعاة الرئيسيين وبيع التذاكر والرعاة الثانويين، بما في ذلك التراخيص والامتيازات.
تقوم اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بتمويل تنظيم الألعاب بشكل خاص، بينما تغطي الحكومة الفرنسية التكاليف الإضافية مثل البنية التحتية والأمن والخدمات الطبية. تأخذ اللجنة الأولمبية الدولية 10 في المئة من إيرادات الحدث، مما يساعد في تمويل التنظيم وتعويض موظفيها بشكل كافٍ. على مدى السنوات الأربع الماضية، حصل 20 موظفًا من موظفي اللجنة على أكثر من 50 مليون يورو. كما تستفيد اللجنة من تخفيضات ضريبية كبيرة تقدمها المدينة المضيفة.
يمكن تقييم التأثير المالي لاستضافة الألعاب الأولمبية بطريقتين: الإيرادات المباشرة مقابل نفقات الحدث والفوائد طويلة الأجل للمدينة المضيفة. بينما قد يتراوح العائد المالي الفوري بين خسارة طفيفة إلى ربح صغير، فإن الاستثمارات في البنية التحتية مثل النقل والمرافق الرياضية والخدمات العامة توفر فوائد دائمة. هذه التحسينات، جنبًا إلى جنب مع تعزيز السياحة المستقبلية، يمكن أن تؤدي إلى مكاسب اقتصادية كبيرة للمدينة المضيفة.
تهدف باريس إلى الاستفادة من الألعاب لتحسين صورتها وآفاق السياحة المستقبلية. تشمل الجهود تجديد الضواحي، وإعادة توطين 12,500 شخص بلا مأوى، وتحويل نهر السين إلى منطقة جذب سياحي يمكن السباحة فيها. من المتوقع أن تحقق هذه المبادرات فوائد اقتصادية طويلة الأجل، على الرغم من وجود استثناءات تاريخية، مثل مونتريال التي استغرقت 30 عامًا لسداد ديون أولمبياد 1976.
أفاد منظمو ألعاب باريس بأنهم حققوا 99.5 في المئة من أهداف الرعاية الخاصة بهم، مع وجود 14 راعيًا رئيسيًا و60 راعيًا عاديًا. تشمل الرعاة البارزين إنتل، وكوكا كولا، وفيزا، وتويوتا، وسامسونغ، والكيانات المحلية مثل الخطوط الجوية الفرنسية وLVMH. كما ستظهر علامة لويس فويتون بشكل بارز، حيث سيتم تقديم الميداليات على صوانٍ صممتها دار الأزياء. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الشركات الدولية مثل بنك تشيس تجارب حصرية لعملائها خلال الألعاب.
كانت مبيعات التذاكر قوية، حيث تم بيع 8.6 مليون تذكرة حتى الآن مع توقعات بالوصول إلى أكثر من 10 ملايين. رغم ذلك، تفيد شركات الطيران والفنادق بأرقام سياحية أقل من المتوقع، حيث أن معظم مشتري التذاكر من السكان المحليين. قد تكون عوامل مثل الاضطرابات السياسية وتهديدات الإرهاب والتكاليف المرتفعة تردع الزوار الدوليين. ومع ذلك، تتوقع باريس تدفق 15 مليون سائح خلال الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى سكانها البالغ عددهم 12.4 مليون نسمة. ترى المدينة أن استضافة ألعاب 2024 هي مناسبة تاريخية، حيث تأتي بعد مرور قرن على استضافة آخر ألعاب أولمبية وتعد فرصة لاستعراض مرونتها وحيويتها الثقافية في مواجهة التحديات المختلفة.
ADD A COMMENT :