سلطت جائزة أوستن الكبرى الأخيرة في تكساس الضوء على معركة مثيرة للمرتبة الثالثة بين بطل العالم الحالي ماكس فيرستابن من ريد بول ريسينغ ولاندو نوريس من مكلارين. على الرغم من أن السباق انتهى بفوز شارل لوكلير وكارلوس ساينز من فيراري بالمركزين الأول والثاني، إلا أن العرض الحقيقي جاء من السعي المتواصل لنوريس للقبض على فيرستابن.
بعد بداية صعبة أدت إلى تراجع نوريس إلى المركز الرابع، تمكن من تقليص الفارق مع فيرستابن، متابعا خلفه عن كثب لعشر لفات قبل أن يتجاوزه. ومع ذلك، فإن عقوبة مدتها خمس ثوانٍ بسبب الخروج عن المضمار أدت في النهاية إلى تراجع نوريس إلى المركز الرابع، مما خيب آمال الجماهير التي كانت تتوق إلى مفاجأة دراماتيكية.
شهدت هذه الموسم تحولاً كبيراً في ديناميات فورمولا 1، حيث تحدت مكلارين الهيمنة السابقة التي لا يمكن المساس بها لريد بول. في العام الماضي، تصدر فيرستابن البطولة بفارق هائل بلغ 209 نقاط، مما جعل نهاية الموسم متوقعة ومملة بعض الشيء.
بالمقابل، فإن تصنيف هذا العام أكثر تقارباً، حيث تتقدم مكلارين الآن بفارق 44 نقطة عن ريد بول، بينما لا يزال فيرستابن يحتفظ بفارق 57 نقطة عن نوريس. مع إمكانية وقوع حوادث أو أعطال ميكانيكية تعطل هيمنة فيرستابن، فإن سباق البطولة مفتوح على مصراعيه، مما يثير تساؤلات حول أسباب تراجع ريد بول وعودة مكلارين.
يمكن إرجاع التحول في مكلارين إلى المدير التنفيذي زاك براون، الذي تولى المنصب في 2016. تحت قيادته، تحول الفريق من التركيز على الهندسة إلى التسويق، وجذب بنجاح العديد من الرعاة وإنعاش العلامة التجارية.
أكد براون على أهمية النمو على المدى الطويل والمعنويات داخل الفريق، مما أدى إلى استثمارات كبيرة في البحث والتطوير. شمل ذلك بناء نفق ريحي جديد لتحسين دقة الاختبارات وتحسين أداء السيارة في النهاية. وفي الوقت نفسه، فقد ساهم الأداء القوي للسائقين نوريس وبيستري الوافد الجديد في تعزيز ميزة مكلارين التنافسية.
من ناحية أخرى، يبدو أن معاناة ريد بول مرتبطة بالاضطرابات الداخلية عقب وفاة مؤسسها ديترش ماتيشيتز قبل عامين. أدت غيابه إلى فراغ في القيادة، مما أدى إلى ظهور فصائل متنافسة داخل الفريق. لقد أثرت هذه الفوضى على الأداء على الحلبة، حيث ارتكب كل من فيرستابن وزميله في الفريق سيرجيو بيريز أخطاء غير معتادة في السباقات الأخيرة.
علاوة على ذلك، فإن التداعيات الناتجة عن حادث مثير للجدل يتعلق بمدير الفريق كريستيان هورنر زادت من الفوضى، مما أثر على ديناميات الفريق ومعنوياته. ومع تقدم الموسم، يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان ريد بول إعادة تنظيم صفوفه واستعادة هيمنته السابقة، أو إذا كانت مكلارين ستواصل صعودها.
ADD A COMMENT :