بعد الأداء المخيب للآمال لنيجيريا في أولمبياد باريس، بات مسؤولو الرياضة في البلاد تحت المجهر، حيث يواجهون اتهامات بالقصور ومطالب متزايدة بالإصلاح. وقد وصف وزير الرياضة الفشل في تحقيق أي ميداليات بأنه "نتيجة كارثية". ويبرز هذا الفشل بشكل أكثر وضوحاً بالنظر إلى أن دولاً أفريقية أصغر تمكنت من العودة بعدد من الميداليات.
بالنسبة لنيجيريا، أكثر دول القارة من حيث عدد السكان، فإن هذه المرة الأولى منذ أولمبياد لندن 2012 التي تعود فيها البلاد خالية اليدين، رغم وجود رياضيين بارزين مثل توبي أموسان، حامل الرقم القياسي في سباق الحواجز 100 متر.
بعد الأولمبياد، عبر كل من الرياضيين الأولمبيين النيجيريين السابقين والحاليين عن إحباطهم، موجهين اللوم إلى الاتحادات الرياضية في البلاد ومنادين بإصلاحات جذرية. وقد أقر وزير الرياضة جون أوان إينو بالنواقص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبراً عن أسفه واهتمامه بتقييم ما حدث بشكل خاطئ.
اعترف إينو بأنه عند توليه المنصب قبل أقل من عام من الألعاب، اكتشف أن التحضيرات للأولمبياد لم تكن قد بدأت بعد. وأكد إينو الحاجة إلى تحول إيجابي، قائلاً: "كبلد، نستحق أكثر من ذلك. دعونا نحول نتيجة الأولمبياد الكارثية 2024 إلى إيجابية كبيرة للرياضة النيجيرية."
مراجعة لتاريخ نيجيريا الأولمبي تظهر أن أفضل أداء للبلاد كان في أولمبياد أتلانتا 1996، حيث فازت بذهبيتين وفضيتين وثلاث برونزيات. في أولمبياد بكين 2008 حصلت على خمس ميداليات، لكن أولمبياد لندن 2012 شهد عودة نيجيريا دون أي ميدالية. الفشل الأخير في باريس أثار دعوات لإعادة هيكلة كاملة لإدارة الرياضة في نيجيريا.
تحدثت شيوماء أجونوا، الفائزة بالميدالية الذهبية في القفز الطويل من أولمبياد أتلانتا، عن الحاجة إلى قيادة جديدة، داعية إلى استبدال المسؤولين القدماء بأفراد لديهم الخبرة اللازمة في الرياضة. وقالت أجونوا في مقابلة مع قناة Arise News: "يجب أن يتوقفوا عن إعادة تدوير المسؤولين الإداريين القدامى الذين لا يعرفون ما يفعلون."
كما انتقدت العداء الأولمبي فافور أوفيل الاتحاد النيجيري لألعاب القوى، متهمة إياه بالفشل الإداري الذي أدى إلى استبعادها من سباق 100 متر في باريس، على الرغم من تأهلها. ذكرت أوفيل على منصة X، سابقاً تويتر، "لقد عملت لمدة أربع سنوات للحصول على هذه الفرصة. لماذا؟ هذه ليست المرة الأولى التي تفعلون فيها ذلك، لذا لا تظنوا أن الأمر انتهى لأنه لم ينته."
في حين لم يرد مسؤولو اتحاد ألعاب القوى، أشار مصدر كبير إلى أن أوفيل سحبت من سباق 100 متر للتركيز على سباق 200 متر. في باريس، احتلت أوفيل المركز السادس في نهائي 200 متر، وأنهت الحاجزة توبي أموسان المركز الثالث في تصفياتها، وفشلت في التأهل إلى النهائي. وأكد هامييد أديو، العداء السابق في سباق 100 متر وقائد الفريق الأولمبي، على ضرورة تحسين التحضيرات والتنظيم، مشدداً على أن الرياضة في نيجيريا يجب أن تُعامل كعمل جاد، وليس مجرد تسلية. على الرغم من الإحباط العام، كان هناك بصيص أمل في كرة السلة النسائية، حيث تم الاعتراف بالمدربة رينا واكاما كأفضل مدربة كرة سلة نسائية في الألعاب لقيادتها فريقها إلى ربع النهائي، وهو إنجاز هو الأول من نوعه لفريق أفريقي.
ADD A COMMENT :