نصف الموسم قد مضى بالفعل، ولكن العديد من الفرق الكبيرة تأمل بالفعل في نهايته. في عالم الرياضة، يحدث التراجع بسرعة، وهو أكثر إيلامًا من أي جانب آخر في الحياة. يُجبر المشجعون على مشاهدة فرقهم تكافح مرارًا وتكرارًا، بينما يفرح المشجعون المنافسون والإعلام في مصائبهم. اللاعبون أقل حماسًا لمشاركة تجاربهم، والمدربون تحت الضغط، والمالكون يتساءلون عن استثماراتهم. مشهد كرة القدم الإسباني، الذي كان مهيمنًا عليه فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة، كان يشهد تحديات من فرق أخرى للمراكز العليا، مثل فالنسيا ولا كورونيا. اليوم، هذه الأندية في حالة من الفوضى، مع انضمام فالنسيا إلى صفوف تلك الفرق التي كانت ذات يوم في المقدمة لكنها تراجعت إلى مستويات غير متوقعة.
مشكلة فالنسيا تتفاقم بسبب إدارة المالك بيتر ليم، الذي يدير النادي بطريقة تجارية، كأنه سوق صغيرة بدلًا من كونه مؤسسة كرة قدم تاريخية. مدينة فالنسيا، التي تعاني من آثار الفيضانات، تواجه الآن قضايا أكثر إلحاحًا، مما يجعل مستقبل فريق كرة القدم غير مؤكد. من المحتمل أنه قبل أن تتمكن المدينة من التركيز على الفريق مرة أخرى، سيجد فالنسيا نفسه في الدرجة الثانية. وبالمثل، يعاني فريق ريد بول سالزبورغ، الذي كان نموذجًا في تطوير اللاعبين، من أجل مواكبة المنافسين. بعد أن كان يحقق الفوز باستمرار في الدوري النمساوي ويفوز في دوري الأبطال، أصبح الآن مهددًا بفقدان هيمنته مع منافسة الفرق الأخرى.
الوضع في يوفنتوس أيضًا قاتم. بعد مغادرة كريستيانو رونالدو، تحول تركيز يوفنتوس إلى استقرار مالي بدلاً من السعي وراء المجد الرياضي. بعد أن كان رمزًا للانتعاش بعد فضيحة كالشيوبولي، يبدو النادي الآن راضيًا فقط عن البقاء، تاركًا مستقبله الواعد وراءه. في الوقت نفسه، شهد ميلان انتعاشًا مؤقتًا مع فوز طال انتظاره بالبطولة، وإعادة حماس جماهيره. لكن هذا الموسم، عاد الفريق مرة أخرى إلى مستوى من الوسطية، مما يشير إلى نهاية أي آمال في العودة المستدامة للهيمنة الأوروبية.
من ناحية أخرى، شهد ريال مدريد واقعًا قاسيًا في اليوروليغ، حيث سجل أسوأ بداية له منذ 22 عامًا. على الرغم من تاريخه الرائع، بما في ذلك العديد من المشاركات في المربع الذهبي، يعاني الفريق هذا الموسم مع مزيد من الهزائم لم يشهدها منذ سنوات. لكن، على عكس الفرق الأخرى التي تعاني، لا يزال ريال مدريد تحت قيادة قادرة، ولا يزال هناك شعور بأنه قد يتعافى. بينما لا يزال الفريق ليس في أزمة، فإن الوضع جاد بما يكفي لإثارة القلق حول مسار مستقبله.
في الدوري الإنجليزي، وجد مانشستر سيتي نفسه في تراجع مشابه، حيث فاز مرة واحدة فقط في آخر تسع مباريات في جميع المسابقات. الهيمنة التي لا جدال فيها لبب جوارديولا أصبحت مهددة الآن، مع اقتراب الفريق من فقدان الدوري الإنجليزي وربما الإقصاء من دوري الأبطال. سلوك جوارديولا المتقلب، خاصة بعد التعادل 3-3 مع فيينورد، أثار تساؤلات حول حالته النفسية. يبدو أن المدرب يأخذ الوضع بشكل شخصي، وكأن إرثه كله يتوقف على هذا الموسم. السؤال الآن هو ما إذا كان الفريق يستطيع استعادة مجده السابق أو ما إذا كان اللقب سيذهب إلى فريق آخر هذا الموسم.
توضح هذه القصص الطبيعة غير المتوقعة لكرة القدم، حيث يمكن لأقوى الفرق أن تسقط من عليائها. الفرق التي كانت هيمنتها في دورياتها و مسابقاتها الأوروبية تجد نفسها الآن تكافح للحاق بالمنافسين الجدد. إن الصعود والهبوط السريع للإمبراطوريات الكروية يُعتبر تذكيرًا بهشاشة النجاح في هذه الرياضة المتغيرة باستمرار. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون في القمة، يظل التحدي هو إعادة البناء واستعادة مكانتهم في القمة.
على الرغم من هذه الانتكاسات، هناك دائمًا إمكانية للتعافي. الأندية التي تبدو على وشك الانهيار يمكنها في بعض الأحيان إيجاد طريقة للارتفاع مجددًا. المفتاح هو التكيف، والاعتراف بموعد الحاجة للتغيير، واتخاذ الخطوات الصحيحة. سواء من خلال تغييرات إدارية، أو تحسين أداء اللاعبين، أو تحول في الاستراتيجية، فإن طريق الخلاص غالبًا ما يكون أقرب مما يبدو. بالنسبة لهذه العمالقة الساقطة، سيكون التحدي الحقيقي هو ما إذا كانوا يستطيعون إعادة ابتكار أنفسهم قبل فوات الأوان.
ADD A COMMENT :