كشف المواهب الأفريقية: مقابلة حصرية مع كشاف كرة القدم الأوروبي، نكتاريوس كوسماداكس
في عالم اكتشاف المواهب التنافسية في كرة القدم، قلة هم الأشخاص الذين يمتلكون الشغف تجاه المواهب الأفريقية مثل نكتاريوس كوسماداكس. كشاف كرة قدم متمرس مقيم في اليونان، أمضى نكتاريوس أكثر من 15 عامًا في تحديد اللاعبين الواعدين، لا سيما في المستوى القاعدي بإفريقيا. لقد جعلته مهمته في ربط هؤلاء اللاعبين بالأندية الأوروبية بمثابة جسر بين الإمكانات الأفريقية وأحلام كرة القدم الأوروبية.
في مقابلة حصرية مع شبكة الرياضة الإفريقية (ASN)، يؤكد نكتاريوس أن الشغف هو العنصر الأساسي في رحلته ككشاف كرة قدم دولي. يقول: "لكي تصبح كشاف كرة قدم، يجب أن تمتلك شغفًا عميقًا بهذه الرياضة". خلال مسيرته المهنية، جاب العديد من الدول الأوروبية، مع التركيز بشكل أساسي على اليونان ومنطقة شنغن، حيث نجح في تسهيل انتقال اللاعبين من مختلف القارات إلى الدوريات الأوروبية.
من خلال أبحاث مكثفة، اكتشف نكتاريوس أن إفريقيا تزخر بمواهب كرة القدم، ولكن أحد أكبر التحديات التي تواجه هؤلاء اللاعبين هي قلة الظهور. ويوضح قائلاً: "هناك العديد من اللاعبين الأفارقة الجيدين بما يكفي للعب في أوروبا، لكن في بعض الأحيان يكونون مجهولين لدرجة أنهم لا يحصلون على الفرصة المناسبة". مهمته هي تغيير هذا الواقع من خلال منح هؤلاء اللاعبين منصة لعرض مهاراتهم على نطاق أوسع.
لا يقتصر اكتشاف لاعب كرة القدم على مشاهدة بعض مقاطع الفيديو، فوفقًا لنكتاريوس، هناك صفات رئيسية يجب توافرها في اللاعب، منها البنية الرياضية، والقوة البدنية، وقوة الشخصية. "من الصعب للغاية القدوم إلى أوروبا، لذا يجب أن يكون اللاعبون أقوياء من الناحية البدنية والذهنية. عندما أبحث عن اللاعبين، أركز على السرعة، القوة، والمهارات الفنية"، كما يقول.
عند مقارنة اللاعبين الأفارقة بنظرائهم من القارات الأخرى، يعترف نكتاريوس بأن لديهم ميزات فريدة. "اللاعبون الأفارقة سريعون جدًا وأقوياء للغاية، وإذا عملوا على تحسين مهاراتهم الفنية، يمكن أن يصبحوا من بين الأفضل في العالم". لكنه يلاحظ أن العديد من اللاعبين الأفارقة يلعبون بطاقة مكثفة وأحيانًا يائسة. "اللاعبون الأفارقة يلعبون وكأنهم غاضبون، لأن الطريق إلى أوروبا صعب، لذا يحاولون إثبات أنفسهم بكل طريقة ممكنة".
بمجرد وصول اللاعبين الأفارقة إلى الأندية الأوروبية، تبدأ التحديات الحقيقية. عليهم إثبات أنهم جيدون بما يكفي للمنافسة في النظام الكروي الأوروبي الصارم. يقول نكتاريوس: "هناك العديد من اللاعبين الجيدين، وإذا أراد اللاعب التميز، فعليه أن يفعل شيئًا استثنائيًا". يمكن أن يكون الضغط لتحقيق النجاح مرهقًا، ولكن اللاعبين الذين يحافظون على هدوئهم ويواصلون تحسين مهاراتهم الفنية لديهم فرصة أفضل للنجاح.
على الرغم من أنه لم يزر إفريقيا بعد، فقد أنشأ نكتاريوس روابط قوية مع أكاديميات كرة القدم والأندية والمدربين في جميع أنحاء القارة. تتيح له هذه الشراكات تلقي مقاطع فيديو للاعبين الواعدين الذين لديهم إمكانات للعب في أوروبا. وعندما يحصل هؤلاء اللاعبون على فرصة اللعب في إيطاليا أو دول أوروبية أخرى، يحضر شخصيًا لمتابعة أدائهم وتقييم إمكانياتهم.
ويكشف قائلاً: "خطتي هي زيارة نيجيريا لمتابعة البطولات في لاغوس وأبوجا وغيرها من المدن النيجيرية. كما أريد الذهاب إلى غانا ودول أفريقية أخرى". تطلعاته تتجه نحو تعزيز مشاركته في كرة القدم القاعدية في إفريقيا وخلق المزيد من الفرص للاعبين الشباب.
بالنسبة لنكتاريوس، فإن دور الكشاف لا يقتصر على نقل اللاعبين إلى أوروبا، بل يتعدى ذلك لضمان انضمامهم إلى الأندية المناسبة حيث يمكنهم التطور والازدهار. "الأهم من ذلك هو العثور على الوجهة المناسبة لهؤلاء اللاعبين. عندها يمكن أن يحدث كل شيء آخر بشكل طبيعي. ليس كافيًا فقط إحضار اللاعبين من إفريقيا، بل يجب ضمان وضعهم في الأندية الصحيحة".
كما يقدم نصيحة للاعبين الأفارقة الذين يحلمون باللعب في أوروبا، قائلاً: "نصيحتي هي: لا تركزوا فقط على كرة القدم. اعملوا بجد في كرة القدم، ولكن بما أن الوصول إلى أوروبا قد يكون صعبًا، يجب أن تركزوا أيضًا على التعليم والعائلة. بصراحة، ليس الجميع سيحققون النجاح الكبير في كرة القدم".
مع استمرار الأندية الأوروبية في البحث عن المواهب الجديدة، يؤمن نكتاريوس بأن التعاون مع أكاديميات كرة القدم الأفريقية هو المفتاح لاكتشاف اللاعبين الواعدين من المستوى القاعدي. "إمكانات اللاعبين الأفارقة لا حدود لها، هم فقط بحاجة إلى المزيد من الفرص للظهور".
وبعيدًا عن اكتشاف اللاعبين، يشير إلى فرصة استثمارية ناشئة للمستثمرين الأفارقة. يقول: "بعض الدول الأوروبية تبحث عن مستثمرين من إفريقيا، أي رجال أعمال أفارقة يمكنهم امتلاك أندية كرة قدم أوروبية". هذه فرصة فريدة لرجال الأعمال الأفارقة للعب دور أكبر في صناعة كرة القدم العالمية.
يعتبر نكتاريوس كوسماداكس مثالًا على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الكشافون الشغوفون في عالم كرة القدم. إن التزامه الدائم باكتشاف المواهب الأفريقية وربطها بأوروبا يواصل تغيير حياة العديد من اللاعبين. ومع خططه لزيارة نيجيريا ودول أفريقية أخرى قريبًا، يبدو المستقبل مشرقًا للاعبين الشباب الذين يحلمون بترك بصمتهم في الساحة الكروية العالمية.
ADD A COMMENT :