بعد أشهر من التكهنات، أعلنت اتحاد كرة القدم الإنجليزي عن تعيين توماس توخيل مدربًا جديدًا لإنجلترا، خلفًا لجاريث ساوثجيت الذي شغل المنصب لمدة ثماني سنوات. وقع المدرب الألماني عقدًا لمدة 18 شهرًا براتب سنوي يبلغ6 ملايين جنيه إسترليني، ليتولى المهمة وسط انقسام في الرأي العام حول اختيار مدرب أجنبي لقيادة المنتخب الوطني.
رغم أن ساوثجيت حقق عدة إنجازات مع إنجلترا، مثل الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 ونهائي يورو 2020، يرى المنتقدون أن اختيار توخيل قد يؤثر سلبًا على تطوير المواهب المحلية في التدريب.
أثار تعيين توخيل نقاشات حول دور الهوية الوطنية في المناصب التدريبية، حيث أعرب محللون ولاعبون سابقون عن قلقهم. أعرب غاري نيفيل، الذي لعب سابقًا تحت قيادة المدربين الأجنبيين سفين جوران إريكسون وفابيو كابيلو، عن خيبة أمله، معتبرًا أن هذا الاختيار قد يعكس نقص الثقة في كوادر التدريب المحلية.
وأيد غاري لينكر هذا الرأي، مشيرًا إلى أن إنجلترا يمكنها أن تحذو حذو الدول الكروية الكبرى التي نادرًا ما تلجأ لمدربين أجانب. لكنه اعترف بخبرة توخيل، مشيرًا إلى أن قيادته قد تمنح إنجلترا فرصة فريدة للفوز بكأس العالم.
رغم الشكوك، أعرب توخيل عن التزامه بكسب ود الجمهور الإنجليزي، مؤكدًا احترامه لإرث كرة القدم في إنجلترا. وفي أول مؤتمر صحفي له، أبدى توخيل حماسه وفخره بتوليه هذا الدور، مشيرًا إلى إعجابه الممتد بالدوري الإنجليزي الممتاز.
واستشهد بقول الأسطورة بيليه حول أهمية ملعب ويمبلي، معربًا عن أمله في توحيد الجماهير واللاعبين تحت رؤيته للمنتخب الوطني، وألمح حتى إلى إمكانية غنائه للنشيد الوطني الإنجليزي.
يتوقع أن يتعرض توخيل لضغوط كبيرة من الإعلام، خاصة أن مشجعي إنجلترا يطمحون إلى إنهاء فترة طويلة دون ألقاب. ويتمتع المدرب البالغ من العمر 51 عامًا بسجل حافل، حيث حقق إنجازات مع أندية بوروسيا دورتموند، وباريس سان جيرمان، وتشيلسي، وبايرن ميونخ، بما في ذلك فوزه بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي عام 2021، وألقاب محلية مع باريس سان جيرمان وبايرن.
ومع ذلك، انتهت مسيرته الأخيرة مع بايرن ميونخ بشكل مخيب بعد فشله في تحقيق ألقاب كبرى، مما يضعه أمام تحدٍ جديد لإثبات قدراته مع منتخب إنجلترا.
سيبدأ توخيل رسمياً مهامه في يناير، حيث سيتولى المدرب المؤقت لي كارسلي قيادة المنتخب في المباريات المتبقية بدوري الأمم. ويأمل مشجعو إنجلترا في أن تحقق بلادهم المجد في كأس العالم 2026.
ADD A COMMENT :