أظهرت مباراة ريال مدريد ضد أرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مشكلات كبيرة داخل الفريق، على الرغم من سمعتها في العودة في المباريات. بينما تدعم التاريخ فكرة أن ريال مدريد قادر على قلب النتيجة، كان أداؤهم هذه المرة باهتًا.
على الرغم من أن الفرصة كانت مواتية لتحقيق "ريمونتادا"، إلا أنهم عانوا من عدم القدرة على تشكيل تهديد حقيقي. الفريق تمكن من تسديد كرتين على المرمى فقط، كلاهما من فينيسيوس جونيور في الشوط الثاني، وهي إحصائية تسلط الضوء على افتقارهم للتماسك والدافع الهجومي.
على الرغم من لحظات من التألق، فشل كيليان مبابي في الاندماج بفاعلية مع الفريق. كان أداؤه، خصوصًا في شهر أبريل، مخيبًا للآمال، وكان أبرزها البطاقة الحمراء ضد ألافيس وعدم تأثيره في مباراتي أرسنال.
كانت موهبة مبابي الفردية واضحة، لكن انفصاله عن زملائه في الفريق، بما في ذلك لاعبيه البرازيليين، خلق فراغًا في هجوم ريال مدريد. عدم قدرته على المساهمة في اللحظات الحاسمة، إلى جانب افتقاره للتفاهم مع زملائه، زاد من صعوبات الفريق.
كما فشل بعض اللاعبين الرئيسيين مثل جود بيلينغهام وفيديريكو فالفيردي في تقديم أداء جيد تحت الضغط. بدا بيلينغهام، الذي عادة ما يكون مميزًا، متوترًا وافتقر إلى قيادته المعتادة، بينما اختفى فالفيردي، الذي يُعرف بحيويته في وسط الملعب، من المباراة تمامًا.
ترك هذا ريال مدريد بلا خطة لعب واضحة، حيث اعتمدوا فقط على الأمل في أن يأتي شيء من لعبهم على الأجنحة. وعندما تصدى تيبو كورتوا لركلة جزاء من بوكايو ساكا، كان ذلك لحظة يمكن أن تغير مجريات المباراة، لكن ريال مدريد لم يستطع استغلال الفرصة.
في المقابل، كانت جهود أرسنال المنسقة بشكل جيد تحت قيادة ميكيل أرتيتا أكثر فاعلية. حتى بدون لاعبين رئيسيين مثل غابرييل وكاي هافيرتس، تكيف أرسنال بشكل رائع. برز ديكلان رايس في المباراة، مسيطرًا على وسط الملعب وكان عنصرًا حاسمًا في تحكم أرسنال في مجريات اللعب.
ذكاء ساكا وحركته بالكرة، التي تجلت في هدفه، أظهرت الفارق الكبير في الجودة بين الفريقين. كانت التعديلات الاستراتيجية لأرتيتا، بما في ذلك انتقال ميكيل مارينو السلس إلى دور غير مألوف، تلعب دورًا حاسمًا في العرض المهيمن لأرسنال.
أثارت هزيمة ريال مدريد أسئلة حول مستقبل الفريق، خاصة فيما يتعلق بتكامل مبابي الطويل الأمد مع الفريق. على الرغم من التاريخ العريق في المسابقة، بدا أن النسخة الحالية من ريال مدريد غير قادرة على الوفاء بالتوقعات التي وضعها تاريخ النادي.
مع احتمال مغادرة لاعبين مثل لوكا مودريتش، يواجه النادي مرحلة إعادة بناء حاسمة. بالمقابل، الفرق مثل أرسنال وإنتر ميلان، التي أظهرت حدة تكتيكية ومرونة، مهيأة للتقدم، مما يظهر أن النجاح في أوروبا يتطلب أكثر من مجرد التقليد - بل يحتاج إلى التماسك والاستراتيجية والقدرة على التكيف.
ADD A COMMENT :