يستعد باريس سان جيرمان ومارسيليا لخوض مباراة الكلاسيكو الفرنسي نهاية هذا الأسبوع، لكن هذه المواجهة قد تعكس الفجوة المتزايدة بين الناديين. فمنذ استحواذ المستثمرين القطريين على باريس سان جيرمان في 2011، فرض الفريق هيمنته على الكرة الفرنسية، وهيمنة الفريق تزداد وضوحًا في الأشهر الأخيرة.
يواصل فريق لويس إنريكي تقديم مستويات قوية محليًا وأوروبيًا، حيث أظهر صلابة كبيرة في فوزه الأخير على ليفربول بركلات الترجيح في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي كان يفتقر إليه في السنوات الماضية. ومع مواجهة سهلة نسبيًا في ربع النهائي ضد أستون فيلا، يتصدر باريس سان جيرمان الدوري بفارق 16 نقطة، مما يجعل تتويجه باللقب المحلي مسألة وقت فقط.
الفوز على مارسيليا سيزيد الفارق إلى 19 نقطة، مما يعزز احتمالية حسم باريس سان جيرمان للقب الدوري قبل نهاية مارس. أما مارسيليا، الذي قدم موسمًا جيدًا تحت قيادة روبرتو دي زيربي، فلم يكن يومًا مرشحًا للمنافسة على اللقب، بل يركز على حجز مقعد في دوري أبطال أوروبا، خاصة بعد غيابه عن المسابقات الأوروبية هذا الموسم.
بقيادة ميسون غرينوود في الهجوم ودعم من بيير إميل هويبيرج وأدريان رابيو في خط الوسط، أظهر مارسيليا لمحات من الجودة. لكن هزيمتهم السابقة 3-0 أمام باريس سان جيرمان في أكتوبر سلطت الضوء على الفجوة بين الفريقين، وأي خسارة أخرى في باريس ستزيد من الشكوك حول قدرتهم على احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى.
ورغم امتلاك مارسيليا ثاني أعلى عائدات مالية في فرنسا بعد باريس سان جيرمان، إلا أن الفريق يعاني من عدم الاستقرار الإداري. فقد تعرض رئيس النادي بابلو لونغوريا لعقوبة الإيقاف 15 مباراة بسبب اتهام الحكام بالفساد، ما زاد من حالة التوتر داخل النادي. كما أن الفريق تعرض لانتكاسات في الأسابيع الأخيرة، بخسارته في مباراتين من آخر ثلاث مواجهات، ما سمح لمنافسيه بالاقتراب منه في صراع التأهل لدوري الأبطال.
عدم التأهل للبطولات الأوروبية الموسم المقبل سيكون ضربة قاسية، خاصة مع غياب هويبيرج عن مواجهة باريس سان جيرمان، ما يزيد من صعوبة التحدي. وبالنظر إلى تاريخ المواجهات بين الفريقين، حيث لم يخسر باريس أمام مارسيليا سوى مرة واحدة في آخر 25 مباراة بالدوري، فإن فرص حدوث مفاجأة تبدو ضئيلة.
أحد اللاعبين الجديرين بالمراقبة في هذه المواجهة هو نجم باريس سان جيرمان الصاعد، ديزيري دووي، الذي خطف الأضواء مؤخرًا بأدائه المميز. اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا لعب دورًا حاسمًا ضد ليفربول، حيث سجل ركلة الترجيح الأخيرة بثقة. كما نال استدعاءه الأول للمنتخب الفرنسي استعدادًا لمواجهة كرواتيا في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية.
منذ انضمامه من رين في أغسطس مقابل 50 مليون يورو، أصبح دووي أحد أبرز اللاعبين في تشكيلة باريس سان جيرمان، حيث ساهم في 17 هدفًا خلال 23 مباراة. ومع سعي الفريق لمواصلة هيمنته، قد يكون حضوره عاملًا حاسمًا في تحقيق انتصار آخر على غريمه التقليدي.
ADD A COMMENT :