أشار محمد صلاح، النجم المصري الأيقوني في ليفربول، مؤخراً إلى مستقبله الغامض مع النادي، مما أثار القلق بين جماهيره. تكمن إحباطات صلاح في غياب عقد جديد مربح، وهو وضع يرتبط بسياسات مجموعة فينواي الرياضية الصارمة بشأن تقديم عقود طويلة الأمد للاعبين فوق سن الـ30.
على الرغم من مساهمة صلاح الكبيرة في نجاح ليفربول، إلا أن مالكي النادي يبدو أنهم غير مكترثين، مقدمين الحكمة المالية على العاطفة. يتماشى هذا الموقف مع قرارات سابقة من مجموعة فينواي، لاسيما مع تعاملهم المثير للجدل مع نجم البيسبول موكي بيتس، مما يبرز نهجهم المعتمد على البيانات في إدارة الرياضة.
صلاح، الذي يبلغ الآن 32 عاماً، كان حجر الزاوية في نجاح ليفربول منذ وصوله في 2017. مع سجل مميز من الأهداف والتمريرات الحاسمة هذا الموسم، يظل من أكثر اللاعبين تأثيراً في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، ورغم أدائه، يجد صلاح نفسه في وضع حرج حيث يقترب عقده من الانتهاء في يونيو المقبل.
مع تبقي ستة أشهر فقط على عقده في يناير، سيكون حراً في التفاوض مع أندية أخرى، بما في ذلك الأندية السعودية التي تورد تقارير عن عروض مالية ضخمة قد يصعب على ليفربول مضاهاتها.
تردد مجموعة فينواي في تقديم عقد تمديد لصلاح يعكس استراتيجيتها الأوسع في تفضيل الاستدامة المالية على الاحتفاظ باللاعبين الفرديين. يتماشى هذا النهج مع قرارهم السابق بشأن بيتس، الذي تم تداوله من فريق بوسطن ريد سوكس إلى لوس أنجلوس دودجرز لتجنب تمديد عقد ضخم.
بينما حقق بيتس نجاحاً كبيراً مع فريقه الجديد، تركت مغادرته مشجعي ريد سوكس يشعرون بالخيانة. غالباً ما تصطدم تركيز مجموعة فينواي على الربحية والنمو الطويل الأمد بالعلاقات العاطفية بين اللاعبين والجماهير، وهو الديناميك الذي يظهر الآن في حالة صلاح.
لقد كانت انضباطية صلاح واحترافيته مركزية في صعوده في كرة القدم الأوروبية. من أيامه الأولى في السفر لساعات للتدريب في القاهرة إلى أخلاقيات عمله التي لا تعرف الكلل في ليفربول، أظهر باستمرار التزامه باللعبة.
حتى وهو في الـ32، لا تظهر على صلاح أي علامات تدهور كبير في مستواه، حيث لا يزال إنتاجه الهجومي من بين الأفضل في الدوري الإنجليزي هذا الموسم. ومع ذلك، يبدو أن نهج مجموعة فينواي التحليلي يفضل الحذر، حيث ينظرون إلى عمر صلاح وتاريخه مع الإصابات كمخاطر محتملة على الالتزام طويل الأمد.
بينما يظل صلاح مركزاً على تقديم النتائج لليفربول، فقد أظهر استياءه بوضوح، مشيراً إلى غياب العروض التي تضمن مستقبله مع النادي. تعليقاته الأخيرة بعد مباراة ضد ساوثهامبتون أظهرت خيبة أمله، لكنها أكدت في الوقت نفسه التزامه بالاحتراف.
رغم مساهماته، يبدو أن مجموعة فينواي مستعدة للسماح له بالرحيل بدلاً من الاستثمار الكبير في لاعب يقترب من منتصف الثلاثينات، وهو القرار الذي يتماشى مع تاريخهم في تفضيل المنطق المالي على الروابط العاطفية.
بالنسبة لجماهير ليفربول، فإن احتمال فقدان صلاح محزن، حيث كان شخصية محورية في نجاح النادي الأخير. ومع ذلك، بالنسبة لمجموعة فينواي، فإن مغادرة لاعب محبوب هي ببساطة قرار تجاري، مشابه لانتقال بيتس في البيسبول.
بينما تواصل مجموعة فينواي توسيع محفظتها الاستثمارية، بما في ذلك استثمارات محتملة في الدوريين الأمريكيين NBA وNFL، قد يحتاج مشجعو ليفربول للاستعداد للحياة بدون صلاح، مع فهم أن العاطفة غالباً ما تكون في المقعد الخلفي أمام الأرباح.
ADD A COMMENT :