اشتهر ماثيو فلاميني بمسيرته في كرة القدم، لكنه أصبح الآن رائدًا في مكافحة تغير المناخ. اللاعب السابق الذي لعب لأندية أوروبية كبيرة مثل أرسنال، وآسي ميلان، وأولمبيك مارسيليا، انتقل من الملعب ليصبح رائد أعمال بيئيًا ناجحًا.
قادته شغفه بالاستدامة إلى المشاركة في تأسيس شركة "جي إف بايوكيميكالز"، وهي شركة مكرسة لإنتاج بدائل نباتية للمنتجات البترولية. الآن، تمتلك شركته تقييمًا يقدر بحوالي 25 مليار يورو، متفوقة بشكل كبير على ثروات أساطير كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو. أصبحت التزاماته تجاه البيئة إرثه الدائم.
تعود وعي فلاميني البيئي إلى طفولته في مارسيليا، حيث كان يزور الشاطئ مع والده لتنظيف النفايات البلاستيكية. تركت هذه العلاقة المبكرة مع الطبيعة انطباعًا عميقًا عليه، وشكلت قيمه طوال مسيرته في كرة القدم. وعلى الرغم من تركيزه على كرة القدم، فقد كانت لديه اهتمامات متزايدة بالاستدامة، مما دفعه لتأسيس "جي إف بايوكيميكالز" مع زميله في الفريق باسكوال غراناتي في عام 2008.
كانت شركتهم رائدة في إنتاج حمض اليفولينك، وهو جزيء مشتق من النفايات الزراعية يمكن أن يحل محل النفط في العديد من الصناعات. وقد اعترف قسم الطاقة الأمريكي بهذا الحمض باعتباره جزيئًا رئيسيًا من أجل مستقبل مستدام، مما يمثل اختراقًا كبيرًا في مكافحة الاعتماد على الوقود الأحفوري.
على الرغم من أنه حافظ على سرية مشاريعه التجارية لعدة سنوات، فإن أعمال فلاميني تزدهر في النهاية، واكتسبت شركته سمعة مبتكرة مع أكثر من 150 براءة اختراع. شكلت انتقاله من ملعب كرة القدم إلى عالم الطاقة البديلة نفس الروح التنافسية التي أظهرها في الملعب.
يؤمن فلاميني بتمكين الناس ليكونوا جزءًا من الحل في أزمة المناخ، تمامًا مثل العمل الجماعي في كرة القدم. كما دعا إلى تقليل استخدام البلاستيك في الملاعب وتشجيع الرياضيين على تبني أساليب حياة صديقة للبيئة، بما في ذلك النظام الغذائي النباتي وقيادة السيارات الكهربائية. هدفه هو التأثير على الجماهير واللاعبين على حد سواء، باستخدام تأثير كرة القدم الكبير للترويج للاستدامة.
تتجاوز تفاني فلاميني مشاريعه التجارية؛ فهو يشارك بنشاط في المبادرات التي تهدف إلى زيادة الوعي البيئي. وقد تحدث في فعاليات مثل "عطلة نهاية الأسبوع لكرة القدم الخضراء"، حيث أكد على دور كرة القدم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما أنه عضو في اللجنة البيئية لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، مما يبرز التزامه باستخدام الرياضة كمنصة للتغيير الإيجابي.
رسالة فلاميني هي رسالة أمل وتحفيز للعمل الجماعي، داعيًا الأفراد والمنظمات إلى اتخاذ خطوات عملية نحو مستقبل أكثر اخضرارًا. من خلال عمله، يستمر في إلهام الآخرين، مما يثبت أن الرياضيين يمكن أن يلعبوا دورًا حيويًا في التصدي لأزمة المناخ العالمية.
ADD A COMMENT :