ليفربول يقترب من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن هناك حالة من عدم اليقين حول المستقبل بعد أسبوع مخيب للآمال لفريق المدير الفني أرني سوت. ورغم أن الفريق على وشك النجاح المحلي، تعرض لعدة ضربات قاسية، بدءًا من الخسارة في نهائي كأس الرابطة أمام فريق نيوكاسل الذي كان مدفوعًا بالحافز. وجاءت هذه الخسارة بعد خمسة أيام فقط من خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان.
الخسارة في ويمبلي، حيث تم تفوقهم من قبل فريق نيوكاسل، تركت ليفربول يلعق جراحه. واحتفل نيوكاسل بأول لقب محلي له في 70 عامًا، في لحظة تاريخية أمام جماهيره المتحمسة. ومع ذلك، ظل سوت هادئًا، معترفًا بأن نيوكاسل استحق فوزه. وأشار أيضًا إلى أن اللعب ضد باريس سان جيرمان، أفضل فريق في أوروبا حاليًا، ومواجهة فريق نيوكاسل القوي، كانت تحديات صعبة لفريقه.
بعد الخسارة، انتقل سوت بسرعة للتركيز على الدوري الإنجليزي الممتاز، مؤكدًا على تفوق ليفربول بفارق 12 نقطة مع تبقي 9 مباريات فقط. وطمأن الجماهير أن 16 نقطة أخرى ستضمن لهم اللقب، حتى إذا فاز أرسنال بجميع مبارياته المتبقية. ومع زيارة الجانرز لأنفيلد في مايو، يبدو أنه من المستحيل ألا يحقق ليفربول لقبه الـ20 في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأكد قائد الفريق فيرجيل فان دايك أنه لا حاجة لمزيد من التحفيز لإنهاء الموسم بقوة، مشيرًا إلى أن الفريق يعرف العمل الشاق الذي ينتظره.
في بداية الموسم، كان مشجعو ليفربول سيكونون في غاية السعادة لو تمكّن الفريق من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي فقط بعد مغادرة يورغن كلوب. ولكن أداؤهم المميز في دوري أبطال أوروبا رفع الآمال لموسم تاريخي، مدفوعًا بأهداف محمد صلاح. ومع ذلك، اختفت القسوة التي كان يتمتع بها الفريق في وقت سابق، وأصبحت أداؤه في المباريات الأخيرة متباينة.
في آخر 10 مباريات عبر جميع المسابقات، فاز ليفربول بخمس مباريات، وتعادل في مباراتين، وخسر ثلاثًا، بما في ذلك خسارة بركلات الترجيح أمام باريس سان جيرمان. ويعاني صلاح بشكل خاص، حيث فشل في التسجيل في أربع من آخر خمس مباريات له، وكان غائبًا بشكل كبير في نهائي كأس الرابطة. وعلاوة على ذلك، فإن الشكوك تحوم حول مستقبل اللاعبين الرئيسيين في الفريق، حيث سينتهي عقد فان دايك وصلاح وترينت ألكسندر-أرنولد بنهاية الموسم.
كانت مسألة العقود موضع تكهنات مستمرة طوال الموسم، حيث اعترف فان دايك أنه ليس لديه أي فكرة عن مستقبله في أنفيلد. وهناك شائعات حول انتقال صلاح إلى السعودية، في حين يواصل ألكسندر-أرنولد الارتباط بالانتقال إلى ريال مدريد. ورغم إمكانية الاحتفاظ ببعض هؤلاء اللاعبين، إلا أنه يبدو أن الفريق يقترب من نهاية دورة، مع دخول العديد من اللاعبين الرئيسيين في الثلاثينات من عمرهم.
مع بلوغ فان دايك 33 عامًا، وصلاح وحارس المرمى أليسون بيكر 32 عامًا، وأندي روبرتسون الذي يصغره بعام، يبدو أن جوهر فرق كلوب—التي تغلبت على مانشستر سيتي للفوز بكل من الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا—يقترب من التقدم في السن. وعندما تولى سوت تدريب الفريق العام الماضي، كان أمامه تحدي كبير. وقد اجتاز تحدياته دون أن يتعرض لخسارة ثانية حتى يناير. ومع اقتراب ليفربول من ثاني ألقابه في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 1990، سيستمتع سوت باللحظة، ولكنه يعلم أن التحدي الحقيقي للنادي يكمن في المستقبل.
ADD A COMMENT :