ديفيد ألابا: من نجم نمساوي إلى أيقونة كرة القدم العالمية بجذور نيجيرية

Posted : 18 February 2025

ديفيد أولاتكونبو ألابا: المدافع النيجيري الأصل الذي أصبح نجماً عالمياً في كرة القدم

الحياة المبكرة والتطور

وُلد ديفيد ألابا في 24 يونيو 1992 في فيينا، النمسا، لأب نيجيري يُدعى جورج ألابا وأم نمساوية تُدعى تينا. نشأ في عائلة محبة لكرة القدم، حيث لعب والده دوراً كبيراً في تطوير موهبته منذ الصغر. انضم ألابا إلى أكاديمية الشباب لنادي أوستريا فيينا، حيث أظهر إمكانياته الفنية وتعدد استخداماته في الملعب. في عام 2008، وهو في السادسة عشرة من عمره، انتقل إلى فريق الشباب في بايرن ميونيخ، مما كان بداية صعوده الكبير في كرة القدم الأوروبية.

المسيرة الاحترافية

بايرن ميونيخ (2010-2021)

بدأ ألابا مسيرته الاحترافية مع بايرن ميونيخ في عام 2010، حيث لعب في البداية كظهير أيسر. لكن قدرته على اللعب في مراكز متعددة، مثل قلب الدفاع، وخط الوسط، وحتى كجناح، جعلته واحدًا من أكثر اللاعبين تنوعًا في أوروبا. خلال مسيرته مع بايرن، فاز بالعديد من الألقاب المحلية والدولية، بما في ذلك بطولات الدوري الألماني المتعددة، وكأس ألمانيا، ودوري أبطال أوروبا. كان ألابا جزءًا من الفريق الذي حقق الثلاثية التاريخية (الدوري الألماني، كأس ألمانيا، ودوري أبطال أوروبا) في موسم 2019-2020.

ريال مدريد (2021-حتى الآن)

في عام 2021، وبعد أكثر من عقد من النجاح مع بايرن ميونيخ، انتقل ألابا إلى نادي ريال مدريد الإسباني. سرعان ما أصبح عنصراً أساسياً في خط دفاع الفريق، بفضل قيادته ووعيه التكتيكي الاستثنائي. لعب ألابا دورًا محوريًا في فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا 2021-2022، وكذلك في تحقيق الدوري الإسباني. كانت قدرته على تنظيم الدفاع وتقديم الاستقرار من العوامل الرئيسية لنجاح ريال مدريد.

المسيرة الدولية

على الرغم من ولادته في النمسا من أب نيجيري، اختار ألابا تمثيل المنتخب النمساوي على المستوى الدولي. شارك لأول مرة مع منتخب النمسا في عام 2009 وأصبح لاعبًا أساسيًا في التشكيلة. حتى الآن، لعب أكثر من 100 مباراة دولية، ويُعتبر أحد أعظم لاعبي النمسا على الإطلاق. ساهم بشكل كبير في تأهل النمسا إلى البطولات الكبرى مثل بطولة أمم أوروبا وتصفيات كأس العالم.

الأداء في المواسم الأخيرة

في موسم 2023-2024، واصل ألابا تقديم مستويات رائعة مع ريال مدريد. تميّز بثباته الدفاعي وقيادته وقدرته على المساهمة في الهجوم، مما جعله واحدًا من أفضل المدافعين في أوروبا. لعب دورًا أساسيًا في نجاح ريال مدريد في كل من الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، حيث شكّل جدارًا دفاعيًا صلبًا مع زملائه.

في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة خلال موسم 2023-2024، برز ألابا كقائد دفاعي، حيث ساعد فريقه على تحقيق الفوز 2-1. قدرته على قراءة اللعب وتنفيذ التدخلات الحاسمة كانت أساسية في إيقاف هجمات برشلونة.

أسلوب اللعب

يُعرف ديفيد ألابا بتعدد استخداماته وذكائه التكتيكي في الملعب. يمكنه اللعب في عدة مراكز بأداء عالٍ، لكنه يُفضّل كظهير أيسر أو قلب دفاع. يتميّز بقدرته على التحكم في الكرة، ودقة تمريراته، والتسديد القوي من المسافات البعيدة. كما أنه بارع في التقدم بالكرة وربط الدفاع بالهجوم.

يتميّز ألابا أيضًا بقدراته القيادية، حيث يُعرف بهدوئه في الملعب وصوته المؤثر بين زملائه. كمدافع، يشتهر بقدرته على قراءة مجريات المباراة وتنفيذ اعتراضات دقيقة تمنح فريقه الاستقرار الدفاعي.

الألقاب والإنجازات

مع بايرن ميونيخ:

دوري أبطال أوروبا (2013، 2020)
الدوري الألماني (2010-2020)
كأس ألمانيا (2013، 2014، 2016، 2019)
كأس العالم للأندية (2020)

مع ريال مدريد:

دوري أبطال أوروبا (2022)
الدوري الإسباني (2022)

الجوائز الفردية:

أفضل لاعب نمساوي في العام (2011، 2012، 2013، 2014، 2015، 2016)
فريق العام في اليويفا (2020)
أفضل صانع ألعاب في العالم من IFFHS (2020)
عدة مرات ضمن تشكيلة الموسم في الدوري الألماني

الإرث والتأثير

يُعتبر ديفيد ألابا أحد أفضل المدافعين في جيله. رحلته من ناشئ في أكاديمية أوستريا فيينا إلى نجم في بايرن ميونيخ وريال مدريد تعكس أخلاقياته العالية في العمل وذكائه الكروي. كان جزءًا لا يتجزأ من نجاح نادييه ومنتخب النمسا، وتأثيره في الملعب لا يُمكن إنكاره.

على الرغم من اختياره تمثيل النمسا، لم تتراجع علاقته بجذوره النيجيرية، حيث يظل فخورًا بأصوله. يُعتبر ألابا مصدر إلهام للاعبين الشباب في كل من نيجيريا والنمسا، وتستمر مسيرته في إلهام مشجعي كرة القدم حول العالم.

مع استمرار تألقه مع ريال مدريد، يبقى ألابا واحدًا من أفضل المدافعين في أوروبا، ويبدو أن إرثه في عالم كرة القدم سيظل محفورًا لسنوات قادمة.