عند النظر في قرعة مرحلة المجموعات لدوري الأبطال، من المهم أن نتذكر الإثارة التي صاحبت قرعة العام الماضي، التي شملت ما أطلق عليه "مجموعة الموت" والتي ضمت باريس سان جيرمان، ميلان، بوروسيا دورتموند، ونيوكاسل. كانت هذه المواجهات تعد بتنافس مثير بين أربعة فرق لديها فرصة حقيقية للتقدم.
في النهاية، قدمت المجموعة الكثير من الدراما، حيث ارتقى دورتموند إلى القمة على الرغم من البداية البطيئة. ومع ذلك، تسلط مثل هذه المجموعات التنافسية الضوء على التنبؤ العام ونقص الإثارة في العديد من المجموعات الأخرى، حيث تبدو النتائج غالباً محددة مسبقاً.
في الموسم الماضي، افتقرت العديد من المجموعات إلى الإثارة، حيث كانت الفرق الكبرى تقريباً مضمونة التقدم، مما جعل مرحلة المجموعات مملة للجماهير. بالنسبة للأندية الصغيرة، تقدم القرعة معضلة: مواجهة فرق ذات أسماء كبيرة للترف والعائد المالي أو سحب فرق أضعف للحصول على فرصة أفضل في التقدم.
يهدف الشكل الجديد إلى معالجة هذا من خلال توفير مباريات صعبة وقابلة للفوز لجميع الفرق. ومع ذلك، لا يزال الهيكل يحمل بعض العيوب، حيث قد يؤدي إلى بعض المباريات غير المهمة إذا تأهلت الأندية الكبيرة مبكراً، مما يقلل من أهمية المباريات في المراحل اللاحقة.
تقدم قرعة هذا العام مزيجاً جديداً من التحديات، مع مواجهات مثل ريال مدريد ضد ليفربول وبايرن ميونيخ ضد باريس سان جيرمان التي تتصدر العناوين. يقدم النظام الجديد، حيث تواجه الفرق ثمانية خصوم مختلفين بدلاً من الثلاثة التقليديين، تنوعاً أكبر وإمكانية لنتائج غير متوقعة.
بينما قد يقلل ذلك من خطر الفشل للفرق الكبيرة، فإنه يسمح أيضاً للأندية الصغيرة بالحلم بالتقدم، حتى عند مواجهة منافسين أقوياء. يعد الشكل الجديد بمزيد من المباريات الحاسمة، على الرغم من أن فعاليته في الحفاظ على التوازن التنافسي لا تزال غير مؤكدة.
يتمثل التغيير البارز في هيكل دوري الأبطال الجديد في إلغاء الممارسة المثيرة للجدل المتمثلة في انتقال الفرق إلى الدوري الأوروبي بعد إنهاء مجموعاتها في المركز الثالث. يهدف هذا التغيير إلى منع الفرق التي تتعرض لأداء ضعيف من العثور على فرصة ثانية في بطولة أخرى، وهو ما أدى إلى سيناريوهات غير عادية في الماضي، مثل فوز أتلتيكو مدريد بالدوري الأوروبي بعد عرض ضعيف في دوري الأبطال.
يضمن النظام الجديد أن يتم تحديد مصير الفرق فقط ضمن المنافسة الأولية، مما يوفر تقدماً أكثر وضوحاً وقائمة على الجدارة. بينما يواجه الشكل الجديد بعض الانتقادات، إلا أنه يقدم أيضاً إمكانيات لبطولة أكثر إثارة وإنصافاً، مع الأمل في أن يكون الموسم القادم عند مستوى التوقعات.
ADD A COMMENT :