تُعتبر مسيرة أندريس إنييستا واحدة من أكثر المسيرات احتفاءً في تاريخ كرة القدم، حيث يُشاد به من قبل المشجعين والمعلقين كعبقري حقيقي في اللعبة. لُقب بـ "المهندس"، "المعمار"، و"العقل"، وقد أعاد تعريف دور لاعب الوسط. ورغم النظرة التقليدية التي كانت ترى أن لاعب الوسط يجب أن يكون ضخمًا وذو بنية جسدية قوية، إلا أن إنييستا وزميله تشافي كسرا هذا القالب. مع سيرجيو بوسكيتس، شكلا واحدًا من أكثر ثلاثيات الوسط فعالية في كرة القدم، محولين التركيز إلى الذكاء والدقة بدلًا من القوة البدنية.
طوال مسيرته، حظي إنييستا بإعجاب اللاعبين والمدربين والجماهير حول العالم. شبهه لويس إنريكي بـ "الساحر"، ووصفه فيسنتي ديل بوسكي بأنه "أكثر لاعبي الوسط اكتمالاً". أشاد فرناندو توريس بثبات مستواه، وحتى واين روني اعترف بأنه أفضل لاعب في العالم في عام 2009، متفوقًا على ليونيل ميسي. وكان تأثير إنييستا واضحًا في لحظات مثل نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2008/09 ضد تشيلسي، حيث سجل هدفًا في اللحظات الأخيرة ليضمن تأهل برشلونة إلى النهائي. ورغم أن قرارات الحكم المثيرة للجدل طغت على المباراة بالنسبة للبعض، إلا أن براعة إنييستا قادت برشلونة للفوز بدوري الأبطال على حساب مانشستر يونايتد.
لم يقتصر تأثير إنييستا على كرة القدم للأندية فقط، بل ساعد أيضًا في إعادة تعريف المنتخب الإسباني. لسنوات، كانت إسبانيا تُعتبر فريقًا موهوبًا لكنه متعثر حتى فوزهم ببطولة أوروبا 2008، وهو الانتصار الذي يُنسب بشكل كبير إلى سيطرة إنييستا وتشافي في خط الوسط. وبعدها بعامين، سجل إنييستا هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010 ضد هولندا، ليمنح إسبانيا أول لقب عالمي لها. كانت إشارته إلى صديقه الراحل داني خاركي خلال احتفاله تضيف بُعدًا عاطفيًا لإرثه، مما كشف جانبًا من شخصية إنييستا الذي لامس مشاعر الجماهير واللاعبين على حد سواء.
بحلول عام 2012، واصلت إسبانيا هيمنتها، حيث هزمت إيطاليا 4-0 في نهائي بطولة أوروبا، وتم اختيار إنييستا كأفضل لاعب في البطولة. جسدت المباراة قمة الجيل الذهبي الذي ضم تشافي، فيا، توريس، وكاسياس، بقيادة إنييستا الذي كان محركًا لرؤية الملعب.
ADD A COMMENT :