تشير هذه الصفقة الكبرى بين ليكرز ودالاس مافريكس إلى نهاية حقبة. قرار ليكرز بالتخلي عن ديفيس لصالح دونتشيتش دون أخذ رأي ليبرون جيمس يكسر الاعتقاد السائد بأن أي تحرك كبير في لوس أنجلوس لا يتم إلا بموافقة "الملك". هذه الخطوة توضح رسالة قوية: لم يعد ليبرون محور بناء الفريق للمنافسة على اللقب. ورغم أنه قاد ليكرز إلى لقب واحد، إلا أن آخر موسمين شهدا إقصاء الفريق من البلاي أوف على يد نيكولا يوكيتش ودنفر ناغتس. الآن، يقرر ليكرز التخلي عن أفضل لاعب دفاعي لديه في العقد الأخير، مما يعكس تحوّلًا جذريًا في توجه النادي.
جاءت هذه الصفقة كمفاجأة كبيرة، ليس فقط لأن دونتشيتش لم يطلب الانتقال، ولكن أيضًا بسبب السرعة التي تمت بها. عندما نشر الصحفي شمس شارانيا الخبر عبر ESPN، ظن كثيرون في البداية أن حسابه قد تعرّض للاختراق، ما يعكس مدى صدمة هذا الإعلان. لكن ليكرز ظل وفيًا لنهجه في استقطاب أبرز المواهب المتاحة. ومع استحالة التعاقد مع جيانيس أنتيتوكونمبو، نيكولا يوكيتش، أو شاي جيلجوس-ألكسندر، كان دونتشيتش الخيار المنطقي التالي. ببلوغه 25 عامًا فقط، يُنظر إليه على أنه مستقبل ليكرز، النجم الذي سيقود الفريق خلال العقد المقبل.
السؤال الأهم هنا: لماذا وافق دالاس على التخلي عن دونتشيتش مقابل عائد يبدو ضئيلًا؟ إنجازاته، سواء على صعيد الإحصائيات أو الجوائز، تاريخية. في متوسط النقاط خلال البلاي أوف، لا يتفوق عليه سوى مايكل جوردان. الموسم الماضي، قاد فريق مافريكس المصنف الخامس إلى نهائيات NBA، متغلبًا على ثلاثة فرق أعلى تصنيفًا، بما في ذلك أوكلاهوما سيتي المتصدر. ورغم هذه النجاحات، اختار دالاس عدم الالتزام به طويل الأمد، إذ بدا أن مخاوفهم بشأن وزنه ولياقته البدنية وحدوده الدفاعية فاقت قدراته الهجومية المذهلة. بدلاً من منحه عقدًا يجعله الوجه الأبرز للنادي، فضّل مافريكس اتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر بجلب أنتوني ديفيس.
هذه الصفقة تمثل لحظة حاسمة لملكية دالاس الجديدة، ورسالة واضحة بأنهم يريدون إعادة تشكيل الفريق وفق رؤيتهم الخاصة. وأكد المدير العام نيكو هاريسون على أهمية الدفاع كاستراتيجية لتحقيق البطولات، في انتقاد ضمني لنقاط ضعف دونتشيتش الدفاعية. ومع ذلك، أظهرت لنا تجارب سابقة أن مثل هذه القرارات قد تؤدي إلى الندم، كما حدث مع اختيار بورتلاند سام بوي بدلًا من مايكل جوردان في 1984. وبينما ستجلب شراكة دونتشيتش مع ليبرون لحظات لا تُنسى في لوس أنجلوس، يبقى التساؤل الحقيقي حول سبب اتخاذ دالاس هذا القرار. هل اعتقدوا أنهم قادرون على المنافسة بدونه؟ هل كانت لديهم مخاوف بشأن صحته على المدى الطويل؟ أم أنهم رأوا في صعود النجوم العمالقة مثل يوكيتش، فيكتور ويمبانياما، وتشيت هولمغرين سببًا للتركيز على لاعب ارتكاز قوي؟
في النهاية، من النادر أن تتخلى الفرق عن لاعب بمكانة دونتشيتش. عادةً ما تُبنى الفرق حول النجوم من هذا الطراز، وليس استبدالهم بلاعبين يعانون من الإصابات ويقتربون من نهاية مسيرتهم. سرعة إتمام هذه الصفقة دون وجود مزايدات واضحة تثير تساؤلات حول دوافع دالاس وخطتهم المستقبلية. في المقابل، يواجه ليكرز تحدياته الخاصة، إذ يعاني دفاعيًا ويملك مدربًا جديدًا قليل الخبرة، ما قد يستلزم وقتًا لدمج دونتشيتش في النظام. ومع مرور الوقت، ستتضح التأثيرات الحقيقية لهذه الصفقة، خاصة عندما يعود دونتشيتش لمواجهة دالاس في 9 أبريل. وحتى ذلك الحين، يبقى عالم NBA في حالة دهشة، متسائلًا كيف حدث هذا التحوّل الكبير بهذه السرعة وبدون أي مقدمات.
ADD A COMMENT :