توج تاديج بوغاتشار عامًا استثنائيًا بفوزه الرابع على التوالي في سباق إيل لومبارديا، ليحقق فوزه الخامس والعشرين في الموسم ويضمن ثاني انتصار له في السباقات الكبرى بجانب التاج الثلاثي النادر (جيرو-تور-العالم)، الذي تحقق للمرة الثالثة في تاريخ سباق الدراجات. ولكن كيف يمكن مقارنة موسم بوغاتشار في 2024 مع المواسم الأسطورية مثل هيمنة إيدي ميركس في 1974 أو الإنجاز التاريخي لستيفن روش في 1987؟ تشمل إنجازاته أول تاج ثلاثي في الدراجات بعد 37 عامًا، والفوز في أول وآخر سباقين في العام، وأداء مهيمن في القميص الأصفر طوال معظم مراحل جيرو دي إيطاليا وطور دو فرانس.
أرقام موسم بوغاتشار مذهلة. منحته فوزه الفردي في إيل لومبارديا معدل فوز بنسبة 44% عبر 57 يومًا من السباقات، مع انتصارات في 75% من سباقاته الفردية. على الرغم من غيابه عن الفوز في ميلانو-سان ريمو (حيث احتل المركز الثالث) وسباق جي بي سيكليست دي كيبيك (السابع)، فإن اتساقه في الصعود إلى المنصات كان لا مثيل له، حيث احتل المراكز الثلاثة الأولى 32 مرة في جميع المنافسات. حتى في يوم نادر من الأداء السيء، مثل المرحلة الثالثة من جيرو حيث احتل المركز 46، إلا أنه سرعان ما تعافى ليتصدر الترتيب العام.
في السباقات الكبرى، كانت هيمنته لا مثيل لها. حقق ست انتصارات في كل من جيرو وطور، وارتدى القميص الوردي لمدة 19 يومًا والقميص الأصفر لمدة 18 يومًا. امتد قيادته لتشمل أكثر من تلك الأحداث الكبيرة، حيث قاد سباق فولتا أ كاتالونيا لمدة خمسة أيام من أصل سبع مراحل. عبر جميع سباقاته بالمرحلة، قضى بوغاتشار نسبة غير عادية بلغت 91% من مراحل السباقات في القميص القيادي، مما يثبت اتساقه وقوته الفائقة.
لم تقتصر هيمنة بوغاتشار على الألقاب فقط؛ إذ فاق مجموع نقاطه في الاتحاد الدولي للدراجات منافسه الأقرب، ريمكو إيفينبول، بفارق كبير لدرجة أن أدائه الفردي تفوق على فرق بأكملها مثل موفيستار وبحرين فيكتورياس. بعيدًا عن الإحصائيات، كانت مهاراته وجرأته على الدراجة ما يميزه. أظهر هجماته الفردية من مسافات طويلة، مثل تحركه الحاسم في سترادي بيانشي أو فاصلته المدهشة في زيورخ، قدرته على سحق المنافسين بالقوة والأناقة.
تضع إنجازات الدراج السلوفينيه في صف مع أعظم مواسم رياضة الدراجات، لكن المقارنات لا مفر منها. من فوز جورج سباشيه بتاجي "تور-العالم" في 1933 إلى حملة بوغاتشار الشاملة في 2024، شهدت الرياضة العديد من الأداءات المهيمنة. ومع ذلك، فإن قدرة بوغاتشار على المزج بين الاتساق والأناقة والتنوع قد جعلت من موسمه موسمًا فريدًا.
بينما يستمر النقاش حول أين يضع موسم بوغاتشار 2024 بين مواسم الدراجات الأسطورية، لا شك أن إنجازاته أضافت فصلًا جديدًا في تاريخ الرياضة. مزيجه من الأرقام البحتة، والبراعة الاستراتيجية، والعامل الترفيهي الذي لا مثيل له يجعل من عامه عامًا يستحق الخلود في الذاكرة.
مع الأنظار الآن نحو المستقبل، يترك موسم بوغاتشار الاستثنائي جماهيره يتساءلون عن مدى إمكانية رفع هذا الدراج السلوفيني الشاب للمعيار في المواسم القادمة.
ADD A COMMENT :