قدم ملعب استاد دو فرانس في باريس مسار جري ثوري باللون الأرجواني لأولمبياد الألعاب. هذا المسار، الأول من نوعه، مصنوع من مسحوق الأصداف المطحونة من البحر الأبيض المتوسط، ويقدم خصائص فريدة لم تُشاهد من قبل. يتماشى إنشاء المسار مع هدف المنظمين لجعل أولمبياد باريس الأكثر صداقة للبيئة في التاريخ، باستخدام الطاقة المتجددة، والأسرة المصنوعة من الكرتون، وتقليل استهلاك البلاستيك، بالإضافة إلى تعزيز القائمة النباتية.
تُعد مهمة تقليل الأثر البيئي تحديًا كبيرًا، خاصةً نظرًا لحجم الألعاب الأولمبية. ومع ذلك، يسعى المنظمون إلى وضع معيار جديد للاستدامة، على أمل أن يلهموا البلدان الأخرى لتحقيق أهدافها المناخية. مثال بارز على هذا الالتزام هو مسار الجري في استاد دو فرانس في سان دوني، الذي يستخدم المواد المعاد تدويرها. يتم إعادة تدوير حوالي 10 ملايين طن من نفايات الأنواع ذات الصدفتين سنويًا لمشاريع متنوعة، بما في ذلك هذا المسار المبتكر.
يتنافس الرياضيون من جميع أنحاء العالم الآن على هذا المسار الأرجواني، الذي يتضمن مسحوق الأصداف المعاد تدويره من البحر الأبيض المتوسط، والذي يُشار إليه مازحًا بأنه يحمل رائحة "الحساء" بسبب محتواه من المحار. هذا المسار هو نتيجة تعاون استمر ثلاث سنوات بين تعاونية الصيد الإيطالية نيديتاس والمهندسين في شركة موندو، الشركة التي تقف وراء آخر 12 مسار جري أولمبي. يُعتبر المسار الجديد أسرع بنسبة 2% من المسار المطاطي الأحمر المستخدم في طوكيو، مع آمال في تحطيم العديد من الأرقام القياسية العالمية في باريس.
يُعد هذا المسار الأولمبي الأول الذي يتم طلاؤه باللون الأرجواني، وقد تم اختياره لجاذبيته الجمالية بدلاً من تركيبه الفريد. توفر الأصداف المعاد تدويرها، المصنوعة من كربونات الكالسيوم، مادة مرنة تلغي الحاجة إلى استخراج موارد جديدة، مما يقلل من الأثر البيئي. وفقًا لموقع موندو، تعوض الأصداف المعاد تدويرها انبعاثات تعادل قيادة سيارة ديزل من طراز يورو 4 لمسافة 60,000 كيلومتر.
يبرز مشروع المسار الأولمبي التقدم العلمي والالتزام الاقتصادي طويل الأجل بالاستدامة، مؤكدًا على الشفافية والمسؤولية. بينما يسعى الرياضيون لتحقيق الأداء الأمثل، يضع المسار المبتكر الذي يتنافسون عليه معيارًا جديدًا للبنية التحتية الرياضية المستدامة، مما يبرز رغبة حقيقية في التغيير البيئي.
ADD A COMMENT :