كاد وانيوني أن يصنع التاريخ في لقاء لوزان، حيث اقترب بشكل مؤلم من تحطيم الرقم القياسي العالمي الذي سجله ديفيد روديشا في سباق 800 متر. وانيوني، الذي كان في قمة مستواه منذ فوزه في باريس، أنهى السباق بفارق0.20 ثانية فقط عن الرقم القياسي لروديشا البالغ 1:40.91 الذي حققه خلال أولمبياد لندن 2012. أداء العداء الكيني في لوزان عزز مكانته كواحد من أبرز المتسابقين في سباق 800 متر، وسيتاح له فرصة أخرى لتحدي الرقم القياسي في لقاء الدوري الماسي القادم في سيليزيا، بولندا.
بالإضافة إلى الأداء الرائع لوانيوني، حقق أبطال أولمبيون آخرون نجاحات مميزة في لوزان. قدم ليسيلي تيبوغو من بوتسوانا أداءً مذهلاً في سباق 200 متر، حيث سجل 19.64 ثانية ليحقق الفوز. تيبوغو، الذي فاز بأول ميدالية ذهبية أولمبية لبوتسوانا في سباق 200 متر في باريس، اعترف بأن تحضيراته للقاء لوزان لم تكن مثالية، حيث أخذ استراحة لمدة ثمانية أيام من التدريب بعد عودته إلى وطنه لاستقبال الأبطال. وعلى الرغم من قلة التحضير، شدد تيبوغو على أهمية الحفاظ على الأداء طوال الموسم للبقاء في قمة المنافسة.
كما حقق اليوناني ميلتياديس تينتوغلو والأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ انتصارات في لوزان، حيث فاز تينتوغلو في مسابقة القفز الطويل بقفزة بلغت 8.06 متر، وتفوقت ماهوتشيخ في مسابقة الوثب العالي للسيدات بارتفاع 1.99 متر. ومع ذلك، لم يحقق جميع الأبطال الأولمبيين النجاح في سويسرا. فشل جرانت هولواي، وكول هوكر، ولاعبة رمي الجلة الألمانية يميزي أوجونليي في تكرار أدائهم في باريس ولم يتمكنوا من الوصول إلى القمة على منصة التتويج. في قصة انتقام ملحوظة، عاد النرويجي جاكوب إنجبرغتسن من خيبة أمله في إنهاء السباق في المركز الرابع في نهائي 1500 متر الأولمبي ليحقق الفوز في الحدث في لوزان بتوقيت قياسي قدره 3:27.83.
شهد سباق 110 متر حواجز للرجال واحدة من أكبر المفاجآت في الليل، حيث تم هزيمة البطل الأولمبي وحامل الميدالية الذهبية العالمية ثلاث مرات جرانت هولواي بصعوبة من قبل الجامايكي رشيد برودبيل، الذي فاز بزمن 13.10 ثانية. اعترف هولواي بصعوبة الحفاظ على الأداء العالي بعد نشوة الأولمبياد، لكنه أعرب عن تصميمه على التعلم من السباق ومواصلة تحسين أدائه. يظل هولواي مركزًا على الدفاع عن ألقابه العالمية ويرى في كل سباق فرصة للنمو.
كان سباق 800 متر للرجال واحدًا من أبرز أحداث الموسم، حيث قدم لقاء لوزان سباقًا مثيرًا آخر. سجل وانيوني زمنًا رائدًا في العالم بلغ 1:41.11، ليس فقط ليحقق الفوز ولكن أيضًا لمعادلة ثاني أسرع زمن على الإطلاق، مما يعادل زمن الدنماركي ويلسون كيبكتر. بدعم من تكنولوجيا الموجات الطولية واثنين من واضعي الوتيرة، دفع وانيوني نفسه إلى أقصى حدوده، مما يشير إلى أن الرقم القياسي لروديشا، الذي كان يُعتقد أنه لا يمكن تجاوزه، قد ينهار قريبًا.
على الرغم من أدائه الرائع، لم يركن وانيوني إلى أمجاده. من المقرر أن يشارك في لقاء الدوري الماسي في سيليزيا والنهائيات في بروكسل الشهر المقبل، حيث يأمل في مواصلة سعيه لتحقيق الرقم القياسي العالمي. وفي حديثه عن سباقه في لوزان، أعرب وانيوني عن رضاه عن جهوده، مشيرًا إلى أن جسده استجاب بشكل جيد وساعده على تحقيق زمن رائد عالميًا.
ومن بين النقاط البارزة الأخرى في لقاء لوزان كان فوز الرياضية الهولندية فيمكي بول في سباق 400 متر حواجز. بول، التي حصلت على الميدالية البرونزية في باريس خلف سيدني ماكلوفلين-ليفرون وآنا كوكرل، فازت بالسباق بزمن 52.55 ثانية، مما وفر لها بعض العزاء عن أدائها الأولمبي. مع انطلاق موسم ألعاب القوى بشكل كامل، يظهر رياضيون مثل وانيوني وبول أنهم غير راضين عن إنجازاتهم السابقة ويتطلعون إلى دفع حدود أحداثهم.
ADD A COMMENT :